إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به)    عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع.
تابع لمعة الاعتقاد
58082 مشاهدة
أشراط الساعة

...............................................................................


ومن ذلك: أشراط الساعة. نصدق أيضا بأشراط الساعة، والمراد بها: العلامات التي تأتي قبل قيامها، قال تعالى: فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا يعني: علاماتها.
ذكر في الحديث خروج الدجال، وكثرت الأحاديث في خروج الدجال، وأنه إنسان مسلط، وأن الله يجعل على يديه بعض ما يفتن به الناس، يدعي أنه الرب، ويأتي إلى القرية ونحوها، فإذا عصته سلط عليهم فيصبحوا ممحلين، ويأتي إلى الذين يطيعونه فيصبحوا في رفاهية.
وذكر أنه يأتيه رجل فيظهر كذبه، يكذبه فيقطعه قطعتين ثم يحييه، ويأتي إلى القرية الخربة فيأمرها أن تتبعه فيتبعه أهلها كيعاسيب النحل.... إلى آخر ما ورد فيه؛ وهو مع ذلك دجال كذاب.
وذكر أنه لا يدخل مكة ولا المدينة ثم ذكر في الحديث أنه ينزل عيسى عليه السلام، وأنه يقتل الدجال بباب لد، ينزل عيسى على المنارة البيضاء شرقي دمشق، ثم يقتله عيسى عيسى يقتل الدجال، إذا أحس بعيسى ذاب كما يذوب الملح في الماء، فيأتيه فيقتله، يطعنه بحربة فيقتله. هذا أيضا من أشراط الساعة.
ذكر الحديث في صحيح مسلم في آخر كتاب في أشراط الساعة حديث مطول أحاديث كثيرة، واستدل على ذلك بقول الله تعالى لما ذكر عيسى وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ وَقَالُوا أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلًا لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ إلى قوله: وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ وقرأها بعضهم: لعلم للساعة أي: من علامات الساعة.